
إنّنا متأكّدون أنك كأم تعرفين كيف هي الحال عندما يختبئ طفلك دائمًا خلفك في الأماكن العامة أو حتى في المنزل كيف يخجل من إلقاء التحية عندما يزوركم أحد الضيوف. ولا شك أنك ستقلقين مما يمكن أن تكون نتائج هذه الحالة. هل يعني ذلك أنّ ثقة طفلك بنفسه ضعيفة؟ هل يمكن لذلك أن يحدّد ملامح شخصيته في المستقبل؟
لا تقلقي، فإنّ معظم الأطفال يمرّون بهذه المرحلة، إلّا أنّ استمرارها أو تفاقمها يعتمد على عدد من العناصر. بشكل أساسي، إنّ طريقة تعاملك مع طفلك وطريقة تحدّثك معه تؤثّران على ذلك. إليك بعض الطرائق التي يمكن أن تساعد طفلك على تعزيز ثقته بنفسه.
- امنحيه حبًّا مطلقًا: “أحبك، كيفما كنت ومهما فعلت، فأنا أحبك”؛ إن التعبير عن إحساسك المطلق لطفلك يساعد في رفع ثقته بنفسه. أظهري حبّك له وبيّني له أنك تتقبّلينه كيفما كان. وعندما يتعين عليك توجيهه وتنبيهه لتصحيح خطأ اقترفه، وضّحي له أنّ سلوكه هو الخطأ وليس هو شخصيًّا، فإنّ ذلك غير مقبول. فبدلًا من أن تقولي لابنتك: “أنت مشاكسة! لما لا يمكنك أن تكوني مطيعة؟” قولي لها: “إنّ دفع سارة ليس تصرّفًا لائقًا. لا تدفعي أحدًا من فضلك”.
- انتبهي وأصغي: مع ما تمّ التوصل إليه اليوم في مجال التكنولوجيا، أصبح من الصعب على الأب والأم عدم الانشغال بالهاتف الجوال واللوحة الرقمية والحاسوب والتلفاز. ولكن، في المرة المقبلة، عندما تكونين منهمكة بالتحقق من بريدك الإلكتروني أو خلال تصفحك الفايسبوك أو الإنستاغرام، ويتحدّث معك طفلك، حاولي أن يكون تركك الجهاز الذي تستخدمينه ضروريًّا بحيث تمنحين طفلك اهتمامك وتركيزك الكامل بما يكفي من الوقت لإجابته والتواصل معه بعينيك أيضًا، فيشعر أنك تستمعين فعلًا لما يقوله لك. إنّ منح طفلك هذا الوقت يصنع المعجزات لناحية ثقته بنفسه وتقديره لذاته، إذ تترسّخ لديه فكرة أنّك تعتبرينه أكثر أهمية مما تقومين به.
- ضعي حدودًا لبعض الأمور: ضعي قواعد للعائلة ولا تكسريها! كوني واضحة وثابتة في موقفك. تناول الطعام في غرفة الجلوس وأمام شاشة التفلفاز ممنوع أي أنّه ممنوع. إنّ هذه القواعد ستمنح طفلك شعورًا بالأمان. قد تكرّرين الأمر مرّات عدّة ولكن في النهاية سيبدأ بالإصغاء.
- قدّمي خيارات عدّة: قدّمي لطفلك دائمًا احتمالين، بما أنّه يصعب عليه بعمر مبكرة استيعاب أكثر من خيارين. فإنّ قيام طفلك باتخاذ قرار كلما سنحت الفرصة يكسبه ثقة بنفسه، سواء أكان الأمر متعلّقًا بطعام الفطور أم باختيار الملابس التي يريد ارتداءها أو أي أمر آخر. كما أنّ إدراك أطفالك أنك تثقين بحكمهم على الأمور قد يساعد في زيادة الثقة بالنفس حتى عند الأصغر من بينهم.
- ادعمي المجازفات السليمة: شجعي طفلك دائمًا على استكشاف أي شيء جديد، مثل تذوق نوع جديد من الطعام أو اللعب بلعبة جديدة أو استكشاف ألعاب جديدة في الحديقة أو المتنزه مثل لعبة الزحلوقة. فبهذه الطريقة، تساعدينه على بناء ثقته بنفسه من خلال تحقيق توازن بين حاجتك إلى حمايته وحاجته إلى القيام بمهام جديدة.
- دعيه يرتكب الأخطاء: القاعدة رقم 1: لا تقولي أبدًا: “قلت لك ذلك!” فقد يعاندك طفلك ويصرّ على ارتداء معطف شتوي في يوم حار من أيام الصيف. دعيه يفعل ذلك. وعندما يشتكي لاحقًا أنّه يشعر بالحر، تناولي قميصه الصيفي المفضل وقاومي الرغبة في أن تقولي له: “لو أنك أصغيت إلى ما قلته في الأساس” أو “قلت لك ذلك”. بهذه الطريقة لن تقللي من ثقته بنفسه وتبينين له أيضًا أنّه لا بأس في اقتراف الخطأ.
- ليكن النجاح في القيام بأمر ما سهلًا: احرصي على أن يكون كل شيء سهلًا بالنسبة إليهم. إن الملابس التي يستطيعون ارتداءها وخلعها بسهولة تسهل عليهم تناول كتبهم وألعابهم. فمن خلال منح طفلك الذي يبلغ سنتين من العمر الموارد التي تساعده على تلبية حاجاته، تقومين بمساعدته على تنمية حس الاستقلالية لديه وافتخاره بقدرته على إنجاز الأمور بمفرده.
- قدمي له التشجيع: التشجيع هو الاعتراف بإحراز تقدم وليس فقط مكافأة على ما تم إنجازه. وكلّ طفل يحتاج إلى هذا النوع من الدعم. التشجيع يعني أن تشكري طفلك على قيامه بأمر طلبته منه، مثل جمع ألعابه وتوضيبها حتى لو نسي نصفها على الأرض، يعني أيضًا أن تضميه بعد أن ينشد أغنية أحرف الأبجدية حتى لو أخفق في ذلك.
- والأهم من كلّ ذلك هو أن تعملي على بناء منزل تعمّه الإيجابية ينمو فيه أطفالك!