fbpx

النضال المجحف الذي يواجهه كلّ والدين

أنت مرهقة بعد يوم طويل في العمل، ولكنك ما زلت منهمكة وتشطبين كل عمل تنجزينه على لائحة أعمالك لهذا اليوم؛ تشترين البقالة، وتطبخين وتقومين ببعض أعمال التنظيف هنا وهناك. ها قد عاد أولادك إلى المنزل وهم لا يكفّون عن توسّلك لأخذخم إلى مكدونالدز لأن لديهم مجموعة جديدة من الألعاب يريدون تجميعها؛ وهي الألعاب التي يحصلون عليها لدى طلب وجبة الأطفال، أو أنّهم يريدون تذوّق وجبة الماك أرابيا الجديدة التي شاهدوا الإعلان عنها على شاشة التلفاز أو على لوحة الإعلانات وهم عائدون من المدرسة.

ترفضين! فتأتي إجابتهم على هذا النحو “ولكن كل أصدقائي جربوها” أو “ولكني أحسنت جدًّا في اختبار الرياضيات”. يصبح الموضوع كما لو أنّ كل هذه الوجبات السريعة هي مكافأة يحصلون عليها مقابل الحصول على الدرجات الجيدة أو إن كان سلوكهم جيّدًا! هذه هي الأفكار التي تتسبب بآفة البدانة.

يجب الامتناع عن تقديم الوجبات السريعة ورقائق الشوكولاتة والحلويات للأطفال كمكافأة على السلوك الجيد. إنّ قضاء يوم في الخارج مع العائلة على المسبح أو ركوب الدراجة أو المشي هو خيار أفضل للصحة الجيدة ويساعد على تقوية الروابط العائلية.

إن أولادك يرفضون تناول الوجبات الصحية التي تعدينها لهم في المنزل على الرغم من الجهد الذي تبذلينه لتوعيتهم على أضرار العادات الغذائية السيئة والوجبات الخفيفة غير الصحية. ولكن السؤال الذي عليك فعلًا طرحه هو إن كان بإمكانك أن تلوميهم على ذلك. فهم يشاهدون كل يوم إعلانات تبلغ تكلفتها مليارات من الدولارات تروّج الوجبات غير الصحية التي يتناولونها والمأكولات المضرة بالصحة التي يحاول كلّ والدين تعليم أولادهم أن يقللوا من تناولها (لن أقول الامتناع عن تناولها إذ إنّ الأولاد لن يوافقوا على عدم تناولها بالكامل إنّما التقليل من تناولها سيكون بداية جيّدة). إنّ الواقع، إنّ اقتناعهم بأنّ السعادة تكمن في تناول لوح من السكاكر أو كيس من البطاطس أو شطيرة بيرغر لينة وغنية بالصلصة يزداد يومًا بعد يوم.

و بفعل ذلك، يتولد لدى الوالدين أحيانًا شعور بأنهما يحاربان أمرًا أكبر منهما بكثير. بالطبع يمكنهما التحكم في ما يتناوله أولادهما في المنزل، ولكن في اللحظة التي يخرج فيها الأولاد من المنزل إلى المدرسة أو مع الأصدقاء أو من خلال ما يشاهدونه على هواتفهم المحمولة أو لوحاتهم الرقمية يصبحون عرضة لكمّ هائل من الإعلانات والرسائل النصية التي تروج للمأكولات نفسها التي نطلب منهم عدم تناولها.

إذًا ماذا يفعل الأهل في هذه الحال؟ إن الحكومات في بلدان مثل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا تدخلت في محاولة منها للترويج للعائلات التي تكون نشطة وتعتمد عادات الأكل الصحي، وفي الشرق الأوسط أيضًا يقوم القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية بالأمر نفسه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو أنه عندما ينفق صاعنو الوجبات السريعة المليارات من الدولارات للترويج لمنتجاتهم، فهل تكفي ملايين الدولارات التي تنفقها الحكومات لتحقيق نجاح في وجه صناعة الوجبات السريعة؟

أطلعونا على رأيكم…